( فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين )
الحمد لله جعل العزة له ولرسوله وللمؤمنين ووعدهم بالنصر والتمكين فقال تعالى (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين) وقال ( ولينصرن الله من ينصره ) والحمد لله الذي جعل الذلة والصغار على المشركين وقذف في قلوبهم الرعب من المتقين، والصلاة والسلام على قدوة المؤمنين أعز الله به الدين وأذل به المشركين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
إن الخوف من الله وحده من لوازم الإيمان فينبغي على المؤمن أن يخشى الله وحده (وكفى بالله حسيبا)، ولايخشى هؤلاء المشركين الشرذمة القليلين ولو كانوا أكثر عدداً وعدة فالله عز وجل ضرب عليهم الذلة والمسكنة بسبب شركهم فقال سبحانه (سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله مالم ينزل به سلطاناً) ،فياأخي، ليست العبرة بالقوة العدديه أو العتاديه وإنما القوة الإيمانية هي سبب النصر على الأعداء فالله عزوجل أخبر في كتابه الكريم عن عباده المؤمنين فقال ( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ) ..الآيات فتأمل ! (فقال قد جمعوا لكم ) وقال( فاخشوهم ) ولم يقل فخافوهم لشدة الخوف وكانت النتيجة أن ازدادوا إيماناً فلما إزدادوا إيماناً انقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء..فالإيمان هو سبب النصر وكذلك الاتكال على الله لأنهم قالوا (حسبناالله ونعم الوكيل ) وقال سبحانه (إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه ) أي يخوفكم أولياءه وأتباعه بدليل أنه قال بعدها ( فلاتخافوهم وخافون ..) ، فياأيها المؤمن لاتغتر بسيطرة الكافرين فقد يكون امتحان وقد يكون سببه ضعفنا لتقصيرنا في عبادة ربنا وإلا فإن الله عزوجل يقول( وإن جندنا لهم الغالبون) فمتى توفرت هذه الجندية كان النصر وشرط هذه الجندية في قوله تعالى ( وعد الله الذين ءامنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لايشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون ، وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون )، وليعلم المؤمن أن الخوف من المشركين داء عضال وسم قاتل لأنه إذا هِِِِِِِِول من أمرهم وأعطوا أكبرمن حجمهم أنشأ جيلاً يخشاهم أشد الخشية وهذا مشاهد ! فلينتبه لهذا ! ولكن مع عدم الخوف منهم لابد من ضبط التصرفات وعدم الميل مع العاطفة بل لابد من ضبط العاطفة والأخذ بقواعد الشريعة السمحة من القرءان والسنة فالله الله بالتمسك بالقرءان العظيم والسنة النبوية وتدبر آياته والعمل به ففيه الهداية والنور والسلامة من أمراض الشهوات والشبهات .