نا السندباد..الذي طاف على بحار الغدر والنسيان..
رحلت عن مدينة الوهم والخيانة..ور...كبت بساط الضياع..كي أحلق في سماء قاتمة بلون الدماء..
رأيت الغرائب والعجائب..قلوبا طاهرة..ذبائح عفيفة..عيون دامية..كلها قدمت قربانا بإسم الحب..
آآآآآه أيها الحب..
تلبس ثوب النقاء..لكي تنهش قلوبنا كالضباع..
تجبرنا أن نخلع عنا ثوب الحياء..أن ننزع قلوبنا ونقدمها على مذابح الحب والوفاء..قربانا أو كفارة..أو حتى رغبة منا بالتخلص من شعور الوحدة القاتل..من إحساسنا بالرهبة..بالخوف..
من أننا بتنا وحيدين على طرق مقفرة خلت من عابري السبيل..
وأضحينا تائهين..عاجزين عن إيجاد مدينة العاشقين..
رأيت ملائكة تهوي مصابة بسهام العشق..لتسقط وتنزف حتى الموت..
تنزف مشاعراً..وحباً طاهراً..وتنتنظر يداً لتربت عليها وتأخذهاً في أذرع الحنان..
ولكن هيهات..فقد قُلبت الأدوار..وأضحى المحب هو الجلاد..
وأصبح يبحث عن أسرع الطرق لتخليصنا من الألم والعذاب..
لم يعد الحبيب يداوينا..بل أصبح يرفع البوق معلناً حكم الإعدام..
متزعما بأنه ما عاد هناك أمل للنجاة..ونَسي أن بيديه أن يداوي كل الجروح وكل الألآم..
بات يسقينا المر جرعات..لنرتشفها ونتلو الآهات..لنحس بصعود الروح وغياب الحياة..
ونكتشف في أخر اللحظات..بأن من كان أملنا في الحياة..من كان النور الذي سيُخرجنا من الظلمات..من كان النبع الذي سيروينا الحنان..من كان الشمس التي ستدفئنا من برد الوحدة..
هو ذاته من سيسلب آخر الأنفاس..وهو نفسه الكفن والدفان..
يلقي بتراب الأرض فوق أعيننا وهي مفتوحة تودع كل الأمال..
أنا السندباد..الذي شاهد عجائبا تروع القلوب..
أنا السندباد..الذي قررت أن أركب سفينتي وأعود إلى جزيرة الوحدة..
بعدما رأيت ما رأيت..
أستسلمت من البحث عن كنز قالو بأن إسمه الحب..وبأن عشرة الآف رجل كانو شهداء في رحلة البحث عنه..وبأن كل من ركب مركبه..وذهب إلى أرضه..ذهب بلا عودة..وطوته صفحات النسيان
منقول بس يارب يعجبكم