اتصالات رسمية لحماية المصريين فى الجزائر واستدعاء سفيرها فى القاهرة

size=18]
اتصالات رسمية لحماية المصريين فى الجزائر واستدعاء سفيرها فى القاهرة

شارك بتعليقك

- الشروق

اطبع الصفحة علمت «الشروق» أن سلسلة من الاتصالات الرسمية المصرية الجزائرية تمت خلال الساعات القليلة الماضية شملت تقديم تطمينات «عالية المستوى» للدولة المصرية فيما يتعلق «بتكثيف الإجراءات والاحترازات الأمنية» خلال الـ48 ساعة القادمة لضمان سلامة المواطنين المصريين فى الجزائر.

وبحسب مصدر رسمى مصرى رفيع المستوى، فإن القاهرة بدورها أكدت أن «الأوضاع مستقرة تماما بالنسبة للجالية الجزائرية فى مصر». فيما قال حسام زكى، المتحدث باسم الخارجية المصرية، إن مصر استدعت عبدالقادر حجار السفير الجزائرى بالقاهرة لطلب تفسيرات حول تعرض منشآت ومواطنين مصريين فى الجزائر لاعتداءات.

وأضاف زكى أنه تم تشكيل مجموعة عمل من الخارجية وجميع الاجهزة المعنية فى الدولة لضمان سلامة المصريين فى الجزائر وكذلك المصريين المتوجهين للسودان لتشجيع المنتخب.

وقال المصدر، الذى طلب عدم نشر اسمه، إن الإعلام المصرى والجزائرى الرسمى سيتجه لنبرة نحو التهدئة خلال اليومين القادمين. كما علمت «الشروق» من مصادر جزائرية ومصرية أن السودان وافق أن تقوم كل من البلدين بإرسال تعزيزات أمنية مع كل من الفريقين وأن عناصر أمنية من الجانبين ستشارك مع قوات الأمن السودانى فى تعزيز أماكن إقامة الفريقين الوطنيين المصرى والجزائرى.

لكن هاشم عثمان، مدير شرطة ولاية الخرطوم نفى النية للاستعانة بهذه التعزيزات قائلا فى مؤتمر صحفى أمس إن الأمن السودانى قادر على حماية المنتخبين والسيطرة على أى احتكاكات متوقعة بين جمهوريهما.

من جهة أخرى، قال علاء عاشور رئيس شركة مصر للطيران للخطوط الجوية لـ«الشروق» إنه تم اغلاق مكتب مصر للطيران بالجزائر قبل وقوع اعتداءات الجزائريين عليه، وحدوث تلفيات به.

وأضاف عاشور أن المكتب محاط بكردون أمنى، منعا لحدوث خسائر جديدة به، مؤكدا أن الموظفين بالمكتب لم يتعرضوا لأى إصابات، وأنه لن يتم فتحه إلا بعد هدوء الأوضاع بالجزائر.

بينما أكد عدلان الصحفى بجريدة الوطن الجزائرية فى اتصال هاتفى مع «الشروق» صباح أمس أن المصريين فى الجزائر أصبحوا فى موقف خطير يهدد بكارثة فى حال عدم تدخل الخارجية المصرية ومخاطبتها للرئاسة الجزائرية بعدما تدافع الآلاف من المواطنين الجزائريين نحو السفارة المصرية ومحاصرتها فى محاولة جادة لاقتحامها وتكسير المكاتب، وهو ما لم يتسن تأكيده من مصادر رسمية.

وأضاف الصحفى الجزائرى أن «قوات الأمن الجزائرية نجحت فى منع المتعصبين الجزائريين من دخول السفارة، وفرضت طوقا أمنيا رهيبا حول المكان لكنها لم تحاول منع الآلاف من الانصراف وتعاملت معهم بهدوء وقام المتعصبون بسباب جماعى للمصريين»، على حد تعبيره.

فى الوقت نفسه، توجه نحو ٢٠٠ جزائرى، ما بين مقيمين فى مصر ومشجعين جاءوا لحضور مباراة السبت، إلى السفارة الجزائرية بالقاهرة، للمطالبة بتسهيل سفرهم للخرطوم أو العودة للجزائر ومنها للعاصمة السودانية عبر الجسر الجوى الحكومى هناك، بينما اصطفت ٣ عربات مصفحة و٦ سيارات أمن مركزى حول المبنى فى ظل وجود مكثف لقيادات أمنية.

وفى مصر تم تخصيص 10 رحلات لنقل 2000 مشجع، فى إطار الجسر الجوى الذى يبدأ اليوم وغدا بين القاهرة والخرطوم، بحسب علاء عاشور مسئول مصر للطيران.

وواصلت الصحف الجزائرية هجومها على ما وصفته باعتداءات على المشجعين الجزائريين بالقاهرة. ونقلت صحيفة «الشروق الجزائرية» عن الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمى قولها: إن الرئيس المصرى حسنى مبارك وحده كان بإمكانه أن ينزع فتيل الاحتقان الإعلامى ويهدئ النفوس لو قام باستقبال الفريق الجزائرى بمطار القاهرة.

«لكن على عكس ذلك قام الرئيس المصرى بزيارة لموقع تدريب اللاعبين المصريين ومطالبتهم بالفوز على الجزائر. فكيف لا يهاجم الشارع المصرى الفريق الوطنى وأنصاره وكيف لا يعتدى الشارع المصرى علينا؟» بحسب قولها. ولم تكن زيارة الرئيس للفريق، التى طالبهم فيها بالانتباه لحساسية المباراة، الأولى من نوعها حيث سبق وأن قام الرئيس بحضور التدريب الأخير للمنتخب قبيل المباراة النهائية لكأس أمم أفريقيا عام ٢٠٠٦.

وزادت أحلام أن الأمر ذهب إلى أبعد من ذلك «عندما تمت إهانة العلم الجزائرى فى بلد يرفرف فوقه العلم الإسرائيلى ويحمى فيه الأمن المصرى أبناء إسرائيل». صحيفة الخبر الجزائرية لم تقل فى هجومها عن سابقيها، فعنونت المانشيت الرئيسى لها بـ«اعتداءات وحشية وانتهاك حرمات النساء.. جرحى وحديث عن قتلى فى مجزرة القاهرة».

وتداولت الصحيفة بعضا من مزاعم أنصار الفريق الجزائرى فى القاهرة ومنها «عشنا الجحيم فى القاهرة».. «الشرطة تواطأت مع المصريين للاعتداء علينا».. «واستباحوا حرمات نسائنا».

«الأخوة على الطريقة المصرية تعنى قتل الجزائريين!، هذا كان عنوان مانشيت صحيفة «أخبار اليوم» الجزائرية أمس الأول، وقالت الصحيفة أيضا: «عندما تصبح تل أبيب أرحم من القاهرة».

وقبل 24 ساعة من المباراة الفاصلة التاريخية بين منتخبى مصر والجزائر تعيش الجماهير السودانية أجواء احتفالية لاستقبال اللقاء الذى يقام فى السابعة مساء غد الأربعاء باستاد المريخ فى أم درمان ويحدد المنتخب المتأهل إلى نهائيات كأس العالم بجنوب أفريقيا 2010.

واستقبلت الجماهير بعثة المنتخب الوطنى بحفاوة شديدة مساء أمس الأول وظهرت المؤازرة القوية للاعبين المصريين قبل مباراة الغد.

ويختتم المنتخب الوطنى تدريباته مساء اليوم باستاد المريخ الذى يستضيف اللقاء، ويضع الجهاز الفنى للمنتخب بقيادة حسن شحاتة خلال المران اللمسات النهائية على طريقة اللعب والتشكيل الذى يخوض به المباراة