أمراض القلب وعلاجها

أمراض القلب وعلاجها

س : يتردد في القرآن الكريم في مواضع متفرقة الحديث عن أمراض القلب كما في
قوله تعالى ( في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ) .

فما المقصود بأمراض القلب ؟
وهل هي أمراض حسية أم معنوية ؟

( ج ) : المرض هو خروج الجسم عن حد الاعتدال .... ولا تذكر أن لك بطنا
الا اذا آلمتك . ولا تذكر أن لك كلية الا اذا آلمتك ولا تؤلم الاعضاء الا اذا
خرجت عن حد الاعتدال .

فخروج الجسم عن حد الاعتدال يدلك عليه والدلاله تكون بالألم ... وهذا الألم
ظاهرة صحية لأنه انذار بمرض .... والامراض التي تأتي بدون ألم أشد استعصاء على
العلاج .
أما القلب : فهو في صورته الحسية مضخة دم وهو يعطي الحياة والحركة وهذا في
الماديات .
وأما في الأمور المعنوية : فان المعقولات تتركز وتتحول الى قضايا تعقد في القلب
عقدا لا تطفو بعده من جديد وتسير حركة الحياة على وفق هذه القضايا والحيز
الذي يشغله القلب هو الفؤاد والقلب وفؤاده في الصدر .

اذن : هناك قلب وفؤاد وصدر .
ساعة يتحدث الله عن القلب يتحدث بأساليب مختلفة يقول مثلا ( وأصبح فؤاد أم
موسى فارغا ) أي لا قلب لها لانه يقول سبحانه وتعالى : ( لولا أن ربطنا على
قلبها ) .
ويقول سبحانه وتعالى : ( ألم نشرح لك صدرك ) فالشرح لصدر كله لا للقلب ولا
للفؤاد وحدهما .
فالمراد اذن من مرض القلب في الآية الكريمة هو المرض المعنوي .
وهو الخروج عن حد الاعتدال ... وما حد اعتدال القلب ؟
ان حد اعتداله أن يكون بصدد أية عقيدة تعرض عليه فارغا منها ومن سواها
ثم يناقش القضيتين فأيهما يقتنع به بدخله في قلبه .
أما أن يبقى قضية فية ثم يناقش الأخرى فليس في هذه عدالة استقبال أو اعتدال
في صحة القلب ... بل حد اعتداله : أن تخرج الاثنتين من قلبك وان تناقش
القضيتين وتدخل أرجحهما فيه هذا هو الحق والاعتدال لأن الله ما جعل لرجل
من قلبين في جوفه حتى يناقش بهما قضيتين بل هو قلب واحد وحيز واحد والحيز
الواحد لا يدخل ولا يتداخل فيه مظروفان أبدا .