صلاة الفجرصلاة عظيمة تشهدها ملائكة الليل وملائكة النهار, من صلاها مع الجماعة فهو في ذمة الله
من صلاها مع الجماعة برئ من النفاق , من صلاها مع الجماعة كان في يومه ذاك طيب النفس منشرح
الصدرنشياطاً ... من حافظ عليها فله عهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم ألايدخل النار, من حافظ عليها
فليبشربالنورالتام يوم القيامة .
ترى أيها القارئ القدير هل بعد هذا الفضل من فضل ؟ هل يعقل أن يحرم المسلم نفسه من هذه الفضائل الجمة
والأجور العظيمةويزهد فيماعندالله؟! ولوتاملت معي في معنى كلمة الفجرلوجدت عجباً فمن معاني هذه الكلمة
الجميلة : الوضوح والإسفار والإضاءة حسية ومعنوية , حسية حيث يتفجرالنوربعدالصلاة وتشرق الدنيا
ومعنوية حينمايحس المؤمن المصلي للفجرانشراحاً في صدره وطمأنينة في قلبه وقد ثبت علمياً أن غاز الأوزون
المنشط للخلاياوالذي يقضي علىكثيرمن الأمراض لاينتشرإلافي الفجر, ومن معاني كلمة الفجرأيضاً : الكثرة
والعطاء والجود والمعروف والتفجربالخيرات فصلاة في هذا الوقت سبيل رزق وطريق غنى هي وأخواتها الأربع {
وأمرأهلك بالصلاة واصطبرعليها لا نسألك رزقاً نحن نرزقك والعاقبة للتقوى}بل إن صلاة الفجر
تكسب صاحبها العزة والإباء وتجعله مهابا وخاصة من الأعداء.
خاطب مسلم يهودياً فقال : سننتصرعليكم ونقضي عليكم فرداليهودي قائلاً : كلا حتى يكون عددمن يصلي الفجر
في مساجدكم كعدد المصلين يوم الجمعة , وأكاد أجزم أنه لايوجد مسلم يرضى بأن يكون سبباً في ضعف المسلمين
وذلهم وهوانهم وخذلانهم وانتشارالفتن والابتلاءات , وإذا كان الأمر كذلك فإني أخاطب من يقصر
في المحافظة على صلاة الفجرفي المسجد وأساله : هل وظيفتك أو دراستك أولى من الصلاة حتى تجتهد في
الاستيقاظ لها وتفعل الأسباب المعينة على ذلك ؟ أماتعلم – رعاك الله- أن مثل هذا التصرف قديؤدي بك إلى
نارجهنم – حماك الله منها- ؟ حيث ورد في كتاب الله { فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون}
قال أهل العلم : الويل: وادٍ في جهنم وهذا وعيد لمن يؤخرون الصلاة عن وقتها .
وإنه ليؤلم النفس ويحزن القلب أن يكون من إخواننا وجيراننا متخلفين عن صلاة الفجر وهم يجاورون المساجد
ويسمعون النداء , فالمساجد بفضل الله كثرت وانتشرت وعم نفعها وأصبح صوت الحق يعلو مخترقاً الآفاق
وتمتلئ الأرجاء بالاصوات الندية من تكبيروقراءة فهل نحن شاكرون؟
والحديث – أيها القارئ أيتها القارئة- عن صلاة الفجرله حلاوة وجمال ولكن يشوب هذه الحلاوة شيء من
المرارة ويشوه هذا الجمال شيء من الدنس عندما نعلم أن المساجد تشتكي من تخلف الكثيرين عن أداء صلاة
الفجرفيها حيث تصلي في بعض المساجد المغرب والعشاء فتجدها تغص بالمصلين أما إذا كنت من روادها فجراً
فإنك تعجب حيث لاتجد إلا صفاً وقدينقص وتسائل نفسك : هل ماتوا أم سافروا؟إنها- والله – ليست علامة خير
وأنا على يقين تام أن من إخواننا المبتلين بالتخلف عن صلاة الفجر ليس تهاوناً أو تعمداً وإنما هم يجاهدون ويجتهدون
في أدائها في المسجد لمافي قلوبهم من الخير وحرص على طاعة الله و خشية منه- سبحان- ويحتاجون أن نمد لهم
حبال الوصل ونشرع لهم أبواب الأمل ونشد على أيديهم ونذكرهم بوسائل تعينهم على
أداء صلاة الفجرفي الجماعة .. فالدعاء سبب قوي ومباشرووسيلة نافعة ومجربة في ذلك و البعد كل البعد
عن المعاصي التي هي سبب كل بلاء وكذلك الابتعاد عن السهرهذا المرض العضال والذي يعاني منه فئام
من الناس وخاصة في هذه الإجازة حيث يصل إلى ساعات متأخرة من الليل وإذا حل الفجر أوقرب أووا إلى
مضاجعهم وغطوا في نوم عميق وإن اجتهد بعضهم وصلوا مع المسلمين فإنهم قد يصلونها بكسل وتثاقل
لأنه قضى ليله سهراً فأنهك جسمه وأتعب أعضاءه وبالتالي لم يستفد من صلاته.
وقد قرأت في إحدى المجلات أن مسجداً في مدينة الجبيل قررمنح هدية ورحلة إلى أحد مسابح الأندية في
المدينة لكل من يحضر صلاة الفجر من الناشئة والشباب من أبناء الحي واستمرت هذه الجائزة شهراً وأثارت
تنافساً محموداً بين الصبية والشباب أحد المعلمين الفضلاء في مدينتنا شارك بفاعلية في تربية طلابه على أداء
صلاة الفجر جماعة في المسجد حيث وضع المحفزات والجوائز وتابع مشروعه الخيري مع أئمة المساجد حتى
حققت فكرته ومشروعه الطيب نتائج مثمرة فحافظ طلابه على صلاة الفجر جماعة في المسجد لمدة شهرين آخر العام
الدراسي وهوبهذا الصنيع المبارك يضع الكرة في ملعب أولياء الأمور من آباء وأمهات في أن يحرصوا على تربية
أبنائهم وتعويدهم ومتابعتهم في المحافظة على صلاة الفجر في المسجد ولايتعذر بأن هذا صعب ومرهق في شان
الصغار .. نعم فيه صعوبة في بادئ الأمروقدينام الولد في المسجد ولكن مع الأيام يعتاد ذلك
ويصبح أمراً طبيعياً وسهلاً ويسيراً عليه بل ويستيقظ دون مساعدة أحد حيث أعرف رجلاً فاضلاً من جماعة
مسجدنا عود أبناءه على الصلاة والمحافظة عليها وخصوصاً الفجر منذ صغرهم أي من عمر السابعة وهاهم
إلى اليوم بفضل الله من أعمدة المساجد فمنهم المتزوج ومنهم الموظف ومنهم الذي تقدم في دراسته بل إن أكبرهم
ماشاء الله بارك الله – سار على نهج والده فربى أبناءه على هذه العادة الحميدة{ ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله
ذو الفضل العظيم }وصدق الشاعر حين قال:
وينشأ ناشئ الفتيان منا,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, على ماكان عوده أبوه
وإن لأعتقد اعتقاداً جازماً أنه لوقام كل واحد منا بالمسئولية الملقاة على عاتقه -الأب مع أبنائه
المعلم تجاه طلابه , الجار تجاه جيرانه , إمام المسجد تجاه جماعة مسجده- لرأينا المساجد ملأى في صلاة الفجر.