انتحار .......!!

انتحار ....!!!

س : هناك من يسأل هل الانتحار أو التخلص من الحياة حلال أم حرام ؟
يقول السائل : أنا في هذه الحال لا أوذي أحدا , أو أتسبب في اضرار أحد ... بل
انها حياتي , وهي ملك لي ...؟
( ج) : يا أخي السائل ... هداك الله .. ان الله يا أخي هو الذي وهب الحياة ,
فيجب أن تدع سلب الحياة الى من وهبها , ولذلك فان ذنب قتل الغير يتساوى
مع قتل النفس , لأنه تعد على حق ليس لك , فان فعلت أنت ذلك , ولو لنفسك
تكون قد أخذت حقا ليس لك . يقول الله عز وجل في حديثه القدسي :
( بادرني عبدي بنفسه فتحرم عليه جنتي ) . لأن هذا الانسان أخذ الحياة التي
وهبها الله له, ثم سلب هو الحياة بنفسه , وهذا ليس من حقه .
وسبب آخر وهو أن الذي ينتحر , لا يفعل ذلك الا لوجود أسباب ضاق عن احتمالها
وفي هذا نقص للايمان .... فمن فوائد الايمان تحمل الشدائد , ثقة في أن لك رصيدا
بايمانك بالله عز وجل فيصبح الانتحار قنوطا من قدر الله عليك , وهو يأس من رحمة الله
ويجب أن نعلم , أن الانسان يتعرض في هذا الكون الكبير للمتغيرات , الكون كله متغير
, فلا بد أن يرتبط الانسان المؤمن بريه , فان تعرض المؤمن لاحداث مكدرة , أو
لظروف قاسية يرحع الى ربه , فيكون له أنسا وقوة وملاذا , فيقوى على مجابهة
الأحداث والظروف التي يمر بها ... ولذلك قال الله تعالى : ( ألا بذكر الله تطمئن
القلوب ) . وصدق الله العظيم ... فاننا نجد القلوب مضطربة قلقة بغير
ذكر الله , ولكن عندما يذكر الانسان أن له ربا يطمئن قلبه الى أنه لا يواجه
الأحداث وحده , ولا يواجهها بقوته , ولكنه يواجه الحياة والأحداث بقوة ربه
ومدده فيطمئن قلبه ... ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (عجبا لامر
المؤمن ان أمره كله خير , وليس ذلك لأحد الا للمؤمن . ان أصابته سراء شكر
فكان خيرا له , وان أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ).