الأرملة وطفلها
تحت سماء مدينه مليئه بالفقراء والمحتاجين ، كان هناك ارمله لديها طفل صغير يعيشون على احد اسطح البنايات القديمة العاليه ، في غرفة مكونه من اربعة جدران وبدون سقف .
كانت هذه الارمله المسكينة قد تقطعت بها السبل بعد وفاة زوجها فليس لها قريب او معيل بعده ، فكانت تقوم بتنظيف البيوت في عمارتها والعمارات المجاورة بمقابل بسيط لا يكاد يؤمن لقمة العيش لهذا الطفل اليتيم ولها ، الا انها كانت من الشاكرين لله على نعمه وفضله .
وفي احدى ايام الشتاء ذو البرد القارص ، امتلئت سماء المدينة بالسحاب الاسود حتى انها اظلمت من شدة تراكم الغيوم ، وبدأ الرعد والبرق بلعب دورهما في بث الرعب والتحذير من ما هو قادم ، وعصفت الرياح وكانها تريد هدم كل شيء يقف بطريقها ، وبدأ المطر الغزير بالانهمار الكثيف ، حتى ان المرء لا يكاد يرى امامه من شدة هطول المطر .
فما كان من هذه الام الحنون الشاكرة التي كما اسلفت تعيش في بيت ( غرفة ) من اربعة جدران وبلا سقف ،الا أن تقول اللهم ارزقنا غيثا مغيثا يحي الارض وينبت الزرع ليعم الخير على الناس وعلينا ، ونظرت بنظرة العطف والحنان الى طفلها وضمته اليها خوفا عليه من المطر ،
الا ان صدرها الحنون الدافيء لم يكن كافيا لوقايته من المطر الغزير ، ففكرت ماذا تفعل ؟ واذا بها تهلع الى باب الغرفة التي تسكن بها وهو عباره عن باب خشبي مهتريء ، فخلعته ووضعته مائلا على احد جدران الغرفة ووضعت فلذة كبدها تحته ليحتمي من المطر .
فنظر اليها الطفل مبتسما بابتسامة العطف وعيناه تدمع وقال يا أمي ، احمد الله العلي العظيم على نعمته ، ولكن يا ترا ما بال الناس الفقراء بحينا اللذين ليس عندهم باب يحتمو فيه من المطر !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! .
اترون يسأل عن من ليس لديه باب يحتمي فيه من المطر ويشكر ربه على نعمته التي انعم بها عليهم .
ونعم التربية ربت هذه الارمله .
يقول تعالى جل جلاله (( وفي السماء رزقكم وما توعدون ))
ويقول سبحانه (( لإن شكرتم لأزيدنكم ))
صدق الله العظيم .